دخل نادي توتنهام هوتسبير في أزمة كبيرة قد تُهدد طموحه الموسم الحالي تحديدًا في التأهل لدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا عندما يواجه ميلان في إياب دور الـ 16 للبطولة، فقد تستيقظ جماهير الديك اللندني على كابوس فضيع.
فقد نشبت الأزمات داخل الفريق المعروف بالجماعية والترابط، وكان أبرز الخلافات التي صعدت على الساحة الإعلامية مؤخرًا الشجار الذي نشب بين المدير الفني للفريق هاري ريدناب والظهير الأيمن آلان هوتون عقب خروج الفريق المذل من كأس الاتحاد الإنجليزي بعد الهزيمة من فولهام برباعية نهاية الشهر الماضي، حيث وبخه ريدناب بعد المباراة أمام اللاعبين وتطور الأمر ليصل إلى التراشق بالألفاظ بينهم.
هذا الأمر دفع ريدناب إلى استبعاد اللاعب من حساباته تماماً، ليصبح رحيله عن السبيرز مسئلة وقت لا أكثر، ويعود ليعتمد على الكرواتي تشورلوكا ليحل محله في المباريات الأربعة الأخيرة إلى أن تعرض اللاعب لإصابة في مباراة ميلان، ليجد ريدناب نفسه في ورطة حقيقية.
وظهرت تأثير هذه الأزمة على الفريق في مباراته الأخيرة ضد الوافد الجديد بلاكبول يوم الثلاثاء الماضي، وهي المباراة التي فاز فيها الأخير بثلاثة أهداف لهدف ليحرم توتنهام من الصعود إلى المركز الثالث في جدول الترتيب.
هذه الهزيمة جاءت قبل أيام من مباراة ميلان الحاسمة في وايت هارت لين، لتُعطي العملاق الإيطالي فرصة لاستغلال ترنح السبيرس وإفتكاك بطاقة الصعود للدور ربع النهائي لدوري الأبطال.
2نترك أزمات توتنهام ونتحول إلى قضية أخرى تُبرز عدم حنكة من جانب الإيطالي كارلو أنشيلوتي وذلك بعدما قرر السماح لدانيال ستوريدج بالرحيل عن صفوف الفريق وحتى لو كان على سبيل الإعارة وبارك دفع النادي مبلغ وقدره 50 مليون إسترليني لإستقدام فرناندو توريس من ليفربول.
الأوساط الإعلامية الإنجليزية وصفت الصفقة بأنها الدواء لمشاكل البلوز هذا الموسم، إلا أن العملية كان الخاسر الوحيد فيها تشيلسي، حيث أنه دفع هذا المبلغ الكبير في لاعب على الرغم من قيمته الفنية الكبيرة لكنه سيحتاج الوقت للإنسجام مع الفريق، خاصة وأن طريقة لعب ليفربول لا تُشبه طريقة لعب تشيلسي، فليفربول كان يلعب بمهاجم وحيد كان هو دائماً يأتي من خلفه جيرارد وكَويت، ولكن النادي اللندني يلعب دائماً بثنائي في خط المقدمة (دروجبا، أنيلكا)، هذا بالإضافة إلى مشاكل النينيو المتكررة مع الإصابات، في مقابل الاستغناء عن لاعب جاهز ومنسجم مع الفريق ومتألق أيضاً بدليل تسجيله خمسة أهداف ضد توتنهام في مباراة للفريق الإحتياطي .
لم ينجح توريس في إحراز أي هدف خلال ثلاثة مباريات لعبها بالقميص الأزرق، بينما على الجانب الآخر يتألق ستوريدج ويُحرز هدفاً في كل مباراة ليصل إلى أربعة أهداف في أربعة مباريات، بل وفشل هجوم تشيلسي في آخر 4 مباريات إلا من تسجيل هدفين فقط كانوا أمام كوبنهاجن الدنماركي في دوري الأبطال، بخلاف هدف لامبارد في شباك إيفرتون في كأس الاتحاد الإنجليزي في الشوط الإضافي الأول
أكبر المستفيدين من سذاجة أنشيلوتي في التعامل مع سوق الانتقالات الشتوية كانا "ليفربول وبولتون"، فليفربول استثمر المبلغ الذي باع به توريس في شراء اثنين من أكثر المهاجمين المتطورين في أوروبا حالياً، وهما "أندي كارول ولويس سواريز"، وتوريس كما يعلم الجميع بات لاعب كثير الإصابات غير مُفيد، أما بولتون فقد ربح لاعب ذو إمكانيات كبيرة كان الجميع يعترف بها وهو ستوريدج، حيث حصل عليه على سبيل الإعارة، وهذا يدل على جانب آخر للعين الثاقبة للمدير الفني لبولتون أوين كويل الذي عُرف بإثقال مواهب اللاعبين، ومتوسط ميدان آرسنال جاك ويلشير يوضح لكم كل شيء.
علينا أن نذكر أيضاً أن هذه ليست المرة الأولى التي يسقط فيها أنشيلوتي ويُهدر أحد جواهره الثمينة التي لم يُقدرها، فقد عُرف عنه أنه لا يُريد المجازفة باللاعبين الشباب، حيث سبق وفعل الأمر عندما كان مدرباً لميلان الإيطالي عندما سمح برحيل الموهبة الفرنسية يوهان جوركوف إلى بوردو الفرنسي وتألق اللاعب وأصبح أحد أبرز المواهب الأوروبية، في حين كان الميلان يُعاني بعد رحيل ريكاردو كاكا إلى صفوف ريال مدريد، ونفس القصة كانت مع أليساندرو ماتري نجم اليوفي المتألق حالياً عندما سمح برحيله إلى كالياري.. فمتى ستتعلم الدرس يا أنشيلوتي؟ !.